كتب: لمياء أبو الخير

عند ذهابك الي أحد الأطباء لإستشارته عن أعراض الرشح والزكام التي تنتابك، فإنه يصف لك بعض الفيتامينات مع التوصيه الشديدة لملازمة السرير وتقليل كِلا النشاطين الذهني والبدني.

في الأونة الأخيرة، ازداد إهتمام الباحثين بدراسة العلاقة بين النوم والجهاز المناعي؛ إذ ان الخلل في الحصول علي النوم المستقر يسبب تعطل في الإستجابات المناعية في الجسم البشري .

النوم والخلايا المناعية التائية:

فقد جاءت النتائج واعدة عندما وجد الفريق البحثي (بيسودوفيسكي وزملائه) أن إضافة النوم كمعامل متغيير أدي إلي ترتب المشهد التمثيلي للخلايا المناعية وخصوصاﹰالخلايا التائية منها.

بتحليل خلايا الدم االمأخوذة من متطوعين أصحاء، حيث شارك أربعة عشر متطوعاﹰ -كل فرد منهم- في تجربتين مستقليتين يفصل بين كل تجربة أربعة اسابيع؛ تبين أن  النوم الليلي تسبب في تقليل عدد الخلايا التائية الفرعية المتميزة و المُتباينة. بل و قد تسبب ايضا في زيادة هرمونات النمو، الامر الذي يساعد علي تنشيط الخلايا التائية ذات النوع الغير متميز و تكاثرها وإطلاق البروتينات المسببة للعملية الالتهابية عن طريق استحثاث إستجابة مناعية معينة دون غيرها.

 ذلك لان النوم الليلي يساعد الجهاز المناعي علي ترتيب أوراقه لوضع نفسه في حال التأهب لمواجهة الخطرفي حال التعرض له. فبعد الاستيقاظ مباشرة، تقوم بعض الخلايا المناعية بوظائف مدمرة للخلايا الضارة بشكل سريع، ايضا يتم إطلاق البروتينات المثبطة للعملية الالتهابية.

ولكن مهلاﹰ، ما هي الخلايا التائية وماهي اهميتها في تعزيز الجهاز المناعي؟ إن الخلايا التائية تُجند من قِبل الجهاز المناعي و هدفها التعرف علي البروتينات الناتجة من الطفيل وذلك عن طريق تمييز المستضادات المميزة للطفيل الغازيي أو الخلايا المصابة به، وبذلك فإنها تبعث تياراً من الإشارات  الكيميائية ومنها بروتينات الإنتجرين من ناحية، ومن ناحية أخري تجنيد خلايا مناعية أخرى لقتل تلك الخلايا الضارة.

كانت التجربة الاولي في تلك الدراسة -تجربة النوم الليلي- تشترط حصول كل فرد فيها علي نوم مستقرلمدة لا تقل عن ثمان ساعات من الساعة الحادية عشر مساءاﹰ حتي الساعة السابعة صباحاﹰ، بينما كانت تشترط التجربة الثانية علي المتطوعين الإستيقاظ التام طوال الساعات الليلة علي أن تتم مراقبتهم من قبل الباحثين.

نم جيدا بعد أخذ اللقاحات

فعقب إعطاء متطوعين أصحاء اللقاح الخاص بفيروس الإلتهاب الكبدي (أ)؛ وبعد التأكد من حصولهم علي قسط منتظم من النوم، إزداد عدد الخلايا التائية ذات الواسمات الحامله للقاح الفيروسي (التي تحمل علي سطحها بروتينات فيروس الإلتهاب الكبدي)، حيث ازداد إنتاج الاجسام المضادة الخاصه بالفيروس، و تعزز ايضا الاستجابة المناعية المحصﹺنة ضد الفيروس إستعداداﹰ للإصابة الجديدة به، وذلك مثال أخر يساهم في إثراء أثر النوم الليلي بالنسبة لتقوية وتنشيط الجهاز المناعي للجسم البشري.

إضطرابات خفية: 

ولكن ما هي آثار إضطرابات النوم، أو الحصول علي فترات قصيرة من النوم علي المدي الطويل؟ اجاب علي هذا التساؤل عالم الاعصاب ماثيو واكر في كِتابه المنشور لعموم القٌراء “لماذا ننام“، بدايةً، يحدُث خلل للإستجابات المناعية مما يجعل الجسم في أضعف حالته و مسببات الأمراض في اشرس حالتها ؛ ففي هذا الحال يسهل ظهور أمراض خطيرة مثل السرطان. إضافة الي ذلك، فإنه يزيد إمكانية الإصابة بأمراض الأوعية الدموية وأمراض تصلب الشرايين و السكتة الدماغية و الإكتئاب. 

خلاصة القول،  من الهام جدا الحفاظ علي النمط المعتدل للنوم وخصوصا الليلي؛ فقد اصبح من الواضح جدا تغلغل تلك الامراض في مجتماعاتنا، مما أدي الي تقليل إنتاجية الافراد المجتمعية والاقتصادية، فلابد من ان يعتاد جسمك علي ذلك الروتين لإنه إن حق القول أسهل ما يكون.

المعاني والمفردات:

الخلايا التائية الفرعية المتميزة و المُتباينة: هي مجموعة من الخلايا المناعية التي تنشأ في أنسجة النخاع العظمي، فتنضج وتتمايز عن طريق مجموعة من المستقبلات السطحية التي تميز كل نوع.

العملية الإلتهابية: هي مجموعة من العمليات الخلوية التي من شأنها تطوير استجابة مناعية لحماية الجسم ضد الأجسام الغازية، كالبكتريا والفيروسات والفطريات.منها.

المستضادات المميزة للطفيل: هي مجموعة من البروتينات السطحية التي تميز مسببات الأمراض او الخلايا المناعية، اذ بإمكانها التعرف – لدي اتصالها مع بروتينات السطح الأخر- علي الجسم المقابل، فأما ان تقصيه أو تتواصل معة كيميائيا.

المصادر:

  1. https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/27465732/
  2. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3256323/
  3. http://routineexcellence.com/why-we-sleep-book-review-summary/